الإنسان كائن متكلم. اللغة هي وسيلته في تطوير قدرته على التواصل مع ذاته، وبهذه الخاصية فهو مرتبط بالمعرفة بشكل جذري، والتي تتراكم بفعل التفكير الإنساني، وهي ليست محصورة فيما هو تقني عملي فقط، بل هي أيضا ما هو نظري مكتسب عبر القراءة والمطالعة، وهي تتوسع ولا تنغلق على نفسها، فكلما زادت المطالعة لدى الفرد زادت معرفته

بناء المعرفة بشكل عام والفلسفة بشكل خاص لا تقوم إلا على أساس التحليل والنقد، وبفضل هذين الأخيرين، ساهم العديد من الفلاسفة والعلماء في الكشف على قوانين ومفاهيم تشرح ميكانيزمات تتعلق بالوجود الإنساني وكل ما له علاقة به. ففي بداية ظهور الفلسفة عرف أصحابها إِشكالات وجودية شغلت تفكيرهم من قبيل من اين اتينا والى اين نسير؟ وهذه الإشكالات مهدت لتطور التفكير الفلسفي حيت توسعت دائرة إهتماماته لتشمل جوانب عديدة من جوانب المعرفة

في نفس السياق، أشار الأستاذ نور الدين الصايل إلى أن التفكير بصفته أساس الفلسفة يعطي للفرد إمكانية تطوير نظرته للأشياء وتحليلها والبحث في أعماقها، وتطويرها عبر النقاش والإنفتاح على الأخرين وتقبل أراءهم دون أخذ النقاش على محمل شخصي، وإعتبار الفرد أنه معني بالأمر. ولتطوير هذا الجانب لدى الفرد أشار الأستاذ أيضا إلى أن عليه العمل على الرفع من ذاته بتطوير معارفه بإستمرار

نظر الفرد المفكر للأشياء هو ما يعطي الأهمية لها، والمقصود هنا بالنظر التأمل والتفكر والتدبر، وفي هذا الصدد قال الأستاذ الصايل: “تكمن الأهمية في نظر الفرد للأشياء وليس في الأشياء في حد ذاته“، حيث أنه أساس تحويل الشيء الى ما هو جميل أو إلى ما هو ذو قيمة