إن الفرد في علاقته مع ذاته يجد نفسه دائما في صراع مع فهمه وإدراكه لها، ذلك أنه لا يتواصل معها بالشكل الذي من شأنه أن يلبي ذلك التوافق الداخلي للفرد. وعبر المسرح يستطيع الفرد أن يوافق بين طبيعة أفكاره وأحاسيسه التي تتولد من خلالها لكي يترجمها لتعبير جسدي يوصل من خلاله تلك الدواخل المخفية عن الآخر.

ففي المسرح يقوم الفرد بتقمصه لحالة ما خيالية أو واقعية أو مقطع سبق أن شاهده، فيقوم بتخيله من أجل تحقيق الصورة التي يمكنه من خلالها التعبير بجسده عنها. فيدخل الفرد في حالة ثلاثية الأبعاد أي ما بين فكرة وإحساس وتعبير جسدي حتى تكمل للمشاهد تلك الصورة النهائية التي هي عبارة عن مشهد درامي أو كوميدي.

هنا تظهر لنا قدرة المسرح كفن في تحقيق التواصل لدى الفرد مع ذاته وقدرته على ضبط موازينه النفسية والجسدية وإدراك أن الجسد ما هو إلا أداة معبرة لما يدور في داخل الإنسان من أفكار وأحاسيس.

كل ما تقدم في هذه الأسطر كانت هي تجربة شباب مركز ماهر في ورشة المسرح مع الفنانة المسرحية آمال عيوش يوم 30 نونبر، حيث كانت الحصة معها ذات طابع تطبيقي أكثر منه نظري. حيث عملت الفنانة على دفع الشباب للتواصل مع الذات وفهمها من خلال عدة أنشطة عملية من جهة، ولفهم قيمة المسرح كفن معبر يدفع الفرد للتصالح مع الذات والثقة فيها والتعبير عنها بشكل قوي من جهة أخرى.