من أجل فهم الإسلام أو أي دين يجب تجميع كتبه ومخطوطاته كاملة وتحقيقها. هذا يستدعي تكوين وتجميع اخصائين لهذا الغرض بهدف استرجاع الذاكرة الصحيحة إن صح التعبير. ثم العمل على تبسيط الخطاب الذي يتبناه البعض من رجال الدين، والذي يجعل من العامة لا يفقهون دينهم. فتبسيط الخطاب يجعل من الناس أقرب إلى دينهم، وليس ضيوفا عليه حيث تبقى المعرفة بالدين لها خاصتها ودونها لا يتحقق الفهم. ولذلك يجب تبسيطه ما أمكن

هذه الإشكالية كانت من بين النقط التي عرضها علينا الأستاذ أحمد عبادي في زيارته لنا بمركز ماهر، حيث قال في هذا السياق <من لا يستطيع تبسيط للدين للعامة وشرحه أساسه في ثلاث دقائق فهم ليس بالعالم الباحث>. قبل الخوض في الدين كموضوع يجب معرفة وفهم وظيفة الدين، وما فائدة الدين في حياة الفرد؟ بعيدا عن التمثلات الرائجة بين الناس، خاصة في زمان كزماننا هذا الذي يعرف التطور التكنولوجي وبالتالي يجب تطوير الفهم وشرح الدين للجيل الحالي بما يوافق مستواهم وفهمهم. الغاية القصوى من الدين هي السعادة، وأي خطاب ديني بعيد على هذا المنظور فهو خاطئ

الجهل بالسياق يؤدي للجهل بالدين. فأساس فهم هذا الأخير وأي شيء آخر هو السياق، وسوء فهم النص الديني سم، وبالتالي اهل الاختصاص يجب توضيح الدين من خلال الإجتهاد في فهم نصوصه بالشكل السليم. وقبل فهمه وتوضيحه يجب مراجعة النص اولا هل هو صحيح ام لا؟ وذلك وقاية من الفهم الخاطئ الذي يؤدي للتطرف الفكري والديني، والذي يجب تحضير جهاز مناعة لمحاربة هذا الفكر. القران الكريم في مجمله 6236 اية، نجد 4 بالمئة منها في الاحكام فقط، أما 94 بالمئة الباقية فهي في المحبة والحياة. والتي من خلالها تقوم وتبنى منظومة القيم.

 بإعتبار الدين من هوية الفرد، فإن كل ما يطبع الدين يطبع وجود الفرد، ولذلك نجد التطرف مرتبط بالدين، الذي نجد أغلب ضحاياه السدج الذين نجد فكرهم على يعدوا أن يكون بسيطا فيتم إستغلالهم. لذلك يجب العمل على هندسة جديدة لبناء فهم جديد للدين. وصاحب القيم يجب عليه البحث عن الطريقة الأنسب للوصول لانتباه الشباب بقالب جديد وليس بالشكل التقليدي القديم